قالت منظمة "أطباء بلا حدود"، يوم الثلاثاء، إن الاتحاد الأوروبي فشل بشكل "كارثي" في الاستجابة لاحتياجات اللاجئين وطالبي اللجوء والمهاجرين إلى أوروبا في 2015، حيث وضعت الدول الأوروبية عقبات في طريق أكثر من مليون شخص معظمهم هربوا من الحرب والاضطهاد، واصفة تصرفات أوروبا تجاه أزمة اللاجئين بـ" الشنيعة".
وأوضح مدير العمليات في المنظمة بريس دو لا فين إن "الاتحاد الأوروبي والحكومات الأوروبية لم تفشل فحسب في معالجة هذه الأزمة، لكن تركيزها على سياسات الردع واستجابتها الفوضوية لاحتياجات اللاجئين، فاقمت ظروف آلاف الرجال والنساء والأطفال الأكثر حاجة."
وأضاف دو لا فين "إن سعي الناس للبحث عن الأمان وعن حياة أفضل في أوروبا ليس ظاهرةً جديدةً، بل على العكس، إنها ظاهرة اعتدنا على وجودها لسنوات عديدة، لكن في بداية عام 2015 وحين أصبح البحر الأبيض المتوسط مقبرة جماعية، قررنا ألّا نكتفي بمشاهدتهم يموتون عن بعد، لذا على الدول الأوروبية في العام 2016 أن تقيّم حجم الخسائر الإنسانية التي تسببت بها قراراتها، وعليها أن تتحمل كامل مسؤولياتها وأن تتعلّم من أخطائها."
وأصدرت منظمة أطباء بلا حدود تقريراً بعنوان "طريق المصاعب إلى أوروبا"، بالاستناد لإفادات موظفين ومرضى في المنظمة بالإضافة إلى بيانات تم جمعها خلال مسار الرحلة إلى أوروبا في العام 2015، حيث يفصّل التقرير التداعيات الإنسانية لقرارات أوروبا ويشرح كيف أجبر إقفال الحدود الأوروبية منظمة أطباء بلا حدود وغيرها من المنظمات الإنسانية على تكثيف نشاطاتها بشكل كبير على نقاط الدخول إلى أوروبا.
ويشرح التقرير العقبات التي وضعها الاتحاد الأوروبي والحكومات الأوروبية في طريق أكثر من مليون شخص معظمهم هربوا من الحرب والاضطهاد، معتبراً أن الدول الأوروبية لم تترك أمامهم أي خيار آخر سوى عبور البحر، بعد أن قامت بتشييد الأسلاك الشائكة الحادة، واستمرت بتغيير الإجراءات الإدارية وإجراءات تسجيل اللاجئين المعقدة.
ويشير التقرير إلى أن استخدام العنف في البحر وعلى الحدود البرية، إذ لم توفّر الدول الأوروبية سوى ظروف غير مناسبة لاستقبال اللاجئين في إيطاليا واليونان.
يشار إلى أن "منظمة أطباء بلا حدود" بدأت في 13 الشهر الحالي، تجهيز مخيم للاجئين في غراند سينت بفرنسا، من تمويلها بالكامل، حيث سيتم نصب 500 خيمة شتوية تتسع كل منها لخمسة أشخاص، إضافةً إلى حمامات مزودة بالمياه الساخنة ومراحيض كافية للجميع.
وكانت المنظمة أعلنت أنه بعد عمليات استمرت ثمانية أشهر، أنقذت خلالها منظمة أطباء بلا حدود 20,129 شخصاً في إطار 120 عملية بحث وإنقاذ، عادت آخر سفينة تابعة للمنظمة المرفأ بعد رحلتها الأخيرة في 30 كانون الأول 2015.
وأدت الظروف الجوية خلال فصل الشتاء إلى خفض أعداد الناس الذين يحاولون عبور مياه المتوسط، ولهذا ترى المنظمة بأن هناك ما يكفي من السفن والفرق للتعامل مع الاحتياجات الراهنة، لكنها في الوقت ذاته تكرر دعوتها سلطات الاتحاد الأوروبي إلى تأمين موارد كافية ومخصصة لعمليات البحث والإنقاذ من أجل الحؤول دون وقوع مآسٍ جديدةٍ خلال الأشهر المقبلة التي يتوقع أن تزداد فيها أعداد القادمين مرة أخرى.
يشار إلى أن فرق منظمة أطباء بلا حدود نجحت خلال عام 2015 في إنقاذ أكثر من 23,000 شخص إما من خلال عمليات الإنقاذ المباشرة (20,129) أو من خلال نقل الأشخاص إلى سفن أخرى، وقد نفذت السفن 120 عملية وأنزلت الأشخاص على سواحل إيطالياً بأمان أكثر من 80 مرة.
وأظهرت بيانات سفينة بوربون آرغوس التابعة للمنظمة بأن 4,424 شخصاً من الذين تم إنقاذهم (أي 43 في المئة) كانوا بحاجة إلى رعاية طبية، فيما كان 355 شخصاً (أي 8 في المئة) يعانون من حالات طبية خطيرة، بالإضافة إلى 140 (أي 1.4 في المئة) امرأة حامل.
سيريانيوز